لِــقَــاء
*****
كنتُ أهـيمُ في طُرُقاتِ الـمَدينةِ وَحْـدي
ظَـامِـئاً حتى الـمَوتْ..
حـائِـراً حتى لا أكادُ أَعِـي .
العرباتُ تَـزْحَـمُ أُذُنَيَّ بأبواقـِها
تُـريدُ أنْ تلفِتَ انْـتباهـي لـنَفْسي .
فـيـكَ كنتُ أُفَـكِّـرْ.
تِـمتَدُّ أَمـامي لَـيالي الـغُربَةِ والضَّياعْ
تلكَ اللّيالي التي عِشْتُها بعيداً عنكْ
وكنتَ تَلوحُ في خيالي بين آونةٍ وأخْرى .
طالَ طَريقي وأنا ما زِلْتُ أمشي ..
إِلى أينَ ..؟ تَـسألُ قـدَمَـايْ ..
ولا جواب .
أصابَني بعْضُ الإعـياءْ..
لَـقِيَني صَديقٌ قَـديـمْ ..
سَـلَّمَ عليَّ في لَـهْفَةٍ وِشَـوْقْ..
لكنَّهُ سرعانَ ما أنكَـرَني ..
أنْكَـرَ كلَّ شيءٍ سمعهُ أو شاهَدَهُ منِّي ..
أنْـكرَ عِناقي .. نَـبَـرَات صَـوتي ..
شُـحوبي .. وهَـيْئَتي .. وذُهُـولي .
عَـبثَاً كان ينتظِـرُ جـوابَ أسْئِلَتِـهِ .
ودَّعَـني وسارَ في حَـيْرَةٍ من أمْـري .
أَضْـواءُ الـمَقْهَـى تَـجْذبُني .. تغْريني ..
وقَفْتُ بُـرهَةً أُحَـدِّقُ في الـفَرَاغْ ..
أوْجُـهُ الـرُّوادِ كانت بلا ملامِحَ تَبدو .
أوْشَكتُ أن أصيحَ في جُموعهم – تَفَرَّقوا.
لكنَّني مَـضَيتُ في طَـريقي .
وفَـجْـأَةً أراكَ فـجْـأَةً أمَـامِـي
أَوَّاهُ .. يـالَلْـهَوْلِ .. ياحبيبي ..
أوشكتُ أمُـوت دَهْـشَـةً .
ذُهِـلْتُ عن وُجُـودي ..
تَسَمَّـرتْ جَـوارِحِي..
تَـشَرَّدَتْ حُـروفِـي ..
بَـدَأْتَ أنتَ بالسَّلامِ ..
بَـدَأْتَ أنتَ بالكلامِ ..
سـَأَلْــتَ أنتَ عن حياتي ..
تَـساقَـطَتْ دُمُـوعِـي ..
وقلتُ كيفَ أنتَ يـا حَبيبي ..؟
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( اشتات مجتمعات )
*****
كنتُ أهـيمُ في طُرُقاتِ الـمَدينةِ وَحْـدي
ظَـامِـئاً حتى الـمَوتْ..
حـائِـراً حتى لا أكادُ أَعِـي .
العرباتُ تَـزْحَـمُ أُذُنَيَّ بأبواقـِها
تُـريدُ أنْ تلفِتَ انْـتباهـي لـنَفْسي .
فـيـكَ كنتُ أُفَـكِّـرْ.
تِـمتَدُّ أَمـامي لَـيالي الـغُربَةِ والضَّياعْ
تلكَ اللّيالي التي عِشْتُها بعيداً عنكْ
وكنتَ تَلوحُ في خيالي بين آونةٍ وأخْرى .
طالَ طَريقي وأنا ما زِلْتُ أمشي ..
إِلى أينَ ..؟ تَـسألُ قـدَمَـايْ ..
ولا جواب .
أصابَني بعْضُ الإعـياءْ..
لَـقِيَني صَديقٌ قَـديـمْ ..
سَـلَّمَ عليَّ في لَـهْفَةٍ وِشَـوْقْ..
لكنَّهُ سرعانَ ما أنكَـرَني ..
أنْكَـرَ كلَّ شيءٍ سمعهُ أو شاهَدَهُ منِّي ..
أنْـكرَ عِناقي .. نَـبَـرَات صَـوتي ..
شُـحوبي .. وهَـيْئَتي .. وذُهُـولي .
عَـبثَاً كان ينتظِـرُ جـوابَ أسْئِلَتِـهِ .
ودَّعَـني وسارَ في حَـيْرَةٍ من أمْـري .
أَضْـواءُ الـمَقْهَـى تَـجْذبُني .. تغْريني ..
وقَفْتُ بُـرهَةً أُحَـدِّقُ في الـفَرَاغْ ..
أوْجُـهُ الـرُّوادِ كانت بلا ملامِحَ تَبدو .
أوْشَكتُ أن أصيحَ في جُموعهم – تَفَرَّقوا.
لكنَّني مَـضَيتُ في طَـريقي .
وفَـجْـأَةً أراكَ فـجْـأَةً أمَـامِـي
أَوَّاهُ .. يـالَلْـهَوْلِ .. ياحبيبي ..
أوشكتُ أمُـوت دَهْـشَـةً .
ذُهِـلْتُ عن وُجُـودي ..
تَسَمَّـرتْ جَـوارِحِي..
تَـشَرَّدَتْ حُـروفِـي ..
بَـدَأْتَ أنتَ بالسَّلامِ ..
بَـدَأْتَ أنتَ بالكلامِ ..
سـَأَلْــتَ أنتَ عن حياتي ..
تَـساقَـطَتْ دُمُـوعِـي ..
وقلتُ كيفَ أنتَ يـا حَبيبي ..؟
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( اشتات مجتمعات )
تعليقات
إرسال تعليق