حكاية ندم 3
مخالب الوقت تتشبث بجسدي، هنا يتوقف الزمن، حيث الوجع القابع تحت عباءة الروح، احاول الفرار دون جدوى
فلا انا راجع لطفولتي، ولا يجدي السعي نحو النهاية،
الجلوس في المحطات، لن يقطع تذاكر العودة لمن رحلوا في القطارات، احيانا علينا المضي قدما، فالانتظار محرقة الايام
يبدو أن( تميم) كان فسحة أملٍ عابرة وكما يقولون كان خياراً حين لم يكن هناك خياراً غيره، كل الأشياء تدلُّ على ذلك، مرت الأشهر الأخيرة التي قد تربوا للعام،
ثقيلة
باردة
موجعة
كأنه ينتظر إشارة، ينتظر أن يسد مكانه شيء آخر، وهو على يقين أن أتفه الاشياء ستفي بالغرض، هجرة مرتقبة، فرصة عمل، تغيير طفيف في يومها، كان مكتفيا كونه سندها، افتقد تلك الطفلة التي ملأت حياته صخباً، تلك الفرس الجموح، تلك الأنثى المغامرة، ذاك النبض العارم، كانت سببا مقنعا لوجوده، تلك الجذوة انطفأت، ادرك أنها بقمة الأنانية، استمرت بالأخذ، واستمر هو بالعطاء، كان يمرض دون أن تشعر
يتوجع
يحترق،
رضى أن يكون رمادا لتبقى، تخلى عن كل شيء، إلا هي، اعتقد بأنها عاصفة عابرة وستمر، رغم أنه ادرك تقلص صلاحياته، وتبعثر حقوقه، نظر بألم لذاك الضياع لذاك الحلم وهو يتبدد كغيمة صيف عابرة، لم تشعر بشيء، حتى كتاباته لم تعد تعنيها، فحياتها اصبحت مكتضة بالاحداث، الخالية منه تماما، كانت تختفي لأشهر دون سؤال، وأيام، وساعات وليالي، لا تعرف اخباره، بعد أن كانت مطلعة على كل لحظة في يومه، احيانا تشعر بتأنيب الضمير، والحق يقال، تتاح لها فرصة دقائق في يومها المكتض، تنهال عليه بكيل من الاسئلة، والاستفسارات، وتريد أن تخبره بكل شيء، وتسأله عن كل شيء، كان مستمعا منصتاً، لكنه فقد شهيته بالكلام،
الحب يا سادة اسلوب حياة، عليه أن يكون قبل كل شيء، وبعد كل شيء، وفي كل شيء، لا يمكن أن يختصر بدقائق، ولا تعبر عنه كلمة احبك، في تلك الليلة التي لم يحدد لها تاريخ، كان قد تراكم الوجع فوق صدره، وطفح كيل صبره، ونفذت ذخائر وجده، اتصلت عليه بوقتٍ متأخر، كان مشغولا ببعض أمور يومه، تعجل في أمره ورد عليها، فانهالت عليه بشتى انواع التهم، اقلها الأهمال، واكبرها الخيانة،
خرَّ صعقا من هول ما سمع، صمت مصدوما، لم ينطق بشيء، اكتفى بقوله نعم
انا كل ما تتصورين، وفوق ما تعتقدين
قالت أنا راحلة، وهي لا تدرك بأن رحيلها اكمل السنة من عمره،
اجابها بهدوء
الله معك
واغلق الهاتف.
.......
انتهى
من روايتي حكاية ندم
مخالب الوقت تتشبث بجسدي، هنا يتوقف الزمن، حيث الوجع القابع تحت عباءة الروح، احاول الفرار دون جدوى
فلا انا راجع لطفولتي، ولا يجدي السعي نحو النهاية،
الجلوس في المحطات، لن يقطع تذاكر العودة لمن رحلوا في القطارات، احيانا علينا المضي قدما، فالانتظار محرقة الايام
يبدو أن( تميم) كان فسحة أملٍ عابرة وكما يقولون كان خياراً حين لم يكن هناك خياراً غيره، كل الأشياء تدلُّ على ذلك، مرت الأشهر الأخيرة التي قد تربوا للعام،
ثقيلة
باردة
موجعة
كأنه ينتظر إشارة، ينتظر أن يسد مكانه شيء آخر، وهو على يقين أن أتفه الاشياء ستفي بالغرض، هجرة مرتقبة، فرصة عمل، تغيير طفيف في يومها، كان مكتفيا كونه سندها، افتقد تلك الطفلة التي ملأت حياته صخباً، تلك الفرس الجموح، تلك الأنثى المغامرة، ذاك النبض العارم، كانت سببا مقنعا لوجوده، تلك الجذوة انطفأت، ادرك أنها بقمة الأنانية، استمرت بالأخذ، واستمر هو بالعطاء، كان يمرض دون أن تشعر
يتوجع
يحترق،
رضى أن يكون رمادا لتبقى، تخلى عن كل شيء، إلا هي، اعتقد بأنها عاصفة عابرة وستمر، رغم أنه ادرك تقلص صلاحياته، وتبعثر حقوقه، نظر بألم لذاك الضياع لذاك الحلم وهو يتبدد كغيمة صيف عابرة، لم تشعر بشيء، حتى كتاباته لم تعد تعنيها، فحياتها اصبحت مكتضة بالاحداث، الخالية منه تماما، كانت تختفي لأشهر دون سؤال، وأيام، وساعات وليالي، لا تعرف اخباره، بعد أن كانت مطلعة على كل لحظة في يومه، احيانا تشعر بتأنيب الضمير، والحق يقال، تتاح لها فرصة دقائق في يومها المكتض، تنهال عليه بكيل من الاسئلة، والاستفسارات، وتريد أن تخبره بكل شيء، وتسأله عن كل شيء، كان مستمعا منصتاً، لكنه فقد شهيته بالكلام،
الحب يا سادة اسلوب حياة، عليه أن يكون قبل كل شيء، وبعد كل شيء، وفي كل شيء، لا يمكن أن يختصر بدقائق، ولا تعبر عنه كلمة احبك، في تلك الليلة التي لم يحدد لها تاريخ، كان قد تراكم الوجع فوق صدره، وطفح كيل صبره، ونفذت ذخائر وجده، اتصلت عليه بوقتٍ متأخر، كان مشغولا ببعض أمور يومه، تعجل في أمره ورد عليها، فانهالت عليه بشتى انواع التهم، اقلها الأهمال، واكبرها الخيانة،
خرَّ صعقا من هول ما سمع، صمت مصدوما، لم ينطق بشيء، اكتفى بقوله نعم
انا كل ما تتصورين، وفوق ما تعتقدين
قالت أنا راحلة، وهي لا تدرك بأن رحيلها اكمل السنة من عمره،
اجابها بهدوء
الله معك
واغلق الهاتف.
.......
انتهى
من روايتي حكاية ندم
تعليقات
إرسال تعليق